إنتاج كتابي عن فرحة العيد
تناولت إفطار آخر يومٍ من هذا الشهر الكريم، ويا له من يومٍ جميلٍ أختتم فيه أروع ثلاثين يومٍ من أيّام حياتي، إنها أيام شهر رمضان المعظم.
قضيت هذه الأيام وأنا أرجو أن أكون قد قمت بواجبي تجاه ربي، قضيتها وأنا أنتظر بلهفةٍ يوم غد، يوم غدٍ سيكون أجمل، ستكون فيه الشمس مبتسمةً تشعّ بنورها على كلّ من قام وفي قلبه فرحةٌ لا توصف، وكيف لا يفرحون وقد أنعمهم الله بيوم عيدٍ لنفرح فيه.
أنهيت إفطاري وعقلي مليءٌ بالأفكار والمخطّطات ليوم غد، فأنا لا أحتسبه يوم فرحةٍ وتزاورٍ فحسب، بل يومَ شكرٍ لله، لأنّه قدّرني على أن أصوم، وأقوم، وأجتهد، وأتصدّق في أفضل الأيّام، يوم شكرٍ على أهلي وأصدقائي وجيراني الذين شاركونا أحلى الأيّام، يوم شكرٍ على الثياب الجميلة المعلّقة في خزانتي، يوم عيد الفطر يا أصدقائي ليس مجرد يومٍ عابر، بل هو يومٌ عظيم فيه الكثير من العبر، ففرحة الناس بقدوم العيد يؤجرون عليها، كما أن العيد فرصة مناسبة يكون فيها المسلم في أجمل هيئة و يلبس أجمل ما لديه من ثياب.
جاء يوم العيد وجاءت قبله رائحة الكعك ورائحة القهوة، أيقظتني أمي من نومي، ارتديت ثيابي الجميلة وذهبت إلى والديّ لأهنئهم بقدوم هذا اليوم المبارك، ففرحتي هذه كلّها مرتبطةٌ بهما، فرحتي تكتمل برؤية ابتسامتهما، وبالرضى عني، أبي و أمي هما من صنعا للعيد بهجةً منذ ولدت، قبّلتهم وعايدت إخوتي وإذا بباب المنزل يدقّ ففتحته لأجد أعمامي وعمّاتي قد أتوا ليشاركونا فرحة العيد. جلست في زاوية الغرفة مبتسماً أنظر إلى ضحكة عمّي وأستمع لحديث عمّتي وأستشعر طعم القهوة التي يتناولها أبناء عمّي، وفكّرت في نفسي كم أنّي محظوظٌ بعائلتي، عائلتي الّتي لا يكتمل للعيد بهجةٌ من دونها، عائلتي الّتي تحثّنا دوماً على صلة الرحم، فحمداً لله على هذ النّعمة.
تناولت في ذلك اليوم الكثير من الكعك والقهوة وكنت في كلّ مرّةٍ آكل فيها كعكةً أشعر بأنّها أوّل مرّةٍ من طيب طعمها ورائحتها، كيف لا وقد صنعته أمّي وخالاتي و وضعن به كلّ حبّهنّ لنا وليوم العيد.
ها قد انتهى أوّل يومٍ من أيّام العيد، وبقي له يومان من الفرح والسرور وصلة الرّحم، وأدعو الله راجياً أن أكون قد أدّيت كلّ ما عليّ من أمورٍ أمرني الله بها في يوم العيد، وكلّي يقينٌ بأنّ فرحتي بهذا اليوم لا تشبه فرحة أيّ مناسبةٍ أو عيدٍ آخر