تلاخيص دروس التاريخ
الحضارات القديمة في الشرق وفي بلاد الإغريق.
ظهور الزراعة والكتابة
كان الإنسان قبل ظهور الزراعة، يعيش حياة الترحال معتمدا في عيشه على الصيد والقنص وجني الثمار ويسكن الكهوف والمغارات.
مثّل ظهور الزراعة حوالي 8000 سنة قبل الميلاد محطة هامة في تاريخ الإنسان وتحوّلا جذريا في نمط عيشه، حيث عرف الاستقرار في مناطق مختلفة من العالم تميّزت بظروفها الطبيعية الملائمة (بلاد الرافدين، مصر، الهند…) ونجح في زراعة بعض المنتوجات الفلاحية لتوفير غذائه (القمح، الشعير الذرة…) وتوصّل إلى تدجين بعض الحيوانات من غنم وماعز… وشيّد مساكن خاصة به من الأخشاب والجلود. وقد مهّد ذلك لبروز أولى التجمعات السكنيّة في العالم التي مثّلت نواتات لظهور الحضارات القديمة.
يعتبر اختراع الكتابة حوالي 3200 سنة قبل الميلاد أهم حدث في تاريخ الإنسانيّة ومعه بدأ تدوين التاريخ فقد تعدّدت الكتابات من مسمارية ببلاد الرافدين، وهيروغليفية بمصر الفرعونية، وأبجدية بفنيقيا وتطوّرت من كتابة تصويرية تعتمد الصورة للتعبير عن معنى المضمون إلى صوتية تعتمد رموز وعلامات مميّزة لكل صوت.
استعملت الكتابة لأغراض متعدّدة من اقتصادية ودينية وإدارية. وقد حظي الكتبة بمنزلة خاصة في المجتمعات القديمة.
توصّل بعض علماء الآثار إلى إعجام هذه الكتابات بفك رموزها ممّا مكّن من معرفة محتوياتها واكتشاف تاريخ الحضارات القديمة.
بلاد الرافدين
عُرفت بلاد الرافدين كمنطقة زراعية منذ فجر الحضارات، ويرجع ذلك إلى ملاءمة وسطها الطبيعي حيث توجد بها السهول الخصبة وتتوفر بها المياه (دجلة والفرات) وعمل ملوكها على تشجيع الزراعة فمدّوا القنوات وحفروا السدود وجفّفوا المستنقعات وسنّوا القوانين المنظّمة للقطاع. وكان من نتائج ذلك أن اتّسعت المساحات الفلاحية السقوية لإنتاج الحبوب والخضر والتمور.
ظهرت في بلاد الرافدين أولى محاولات التشريع وتعتبر شريعة حمورابي الذي حكم البلاد بن 1792 و1750 ق.م أهم وأشمل هذه القوانين التي نظمت المجتمع الرافدي، إذ احتوت شريعة حمورابي على 282 مادة تغطي مختلف أوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية ومنها تنظيم الزراعة والحرف والتجارة والقضاء.
أبدع الرافديون في فنّ الهندسة والمعمار فشيّدوا المدن (بابل، آشور، نينوي…) والمعابد (الزاقورات) والقصور (قصر بابل) مستعملين مواد متنوعة كالطين والآجر وأغداق النخيل. وقد اعتمدوا في بناء مدنهم تخاطيط متعامدة تتقاطع فيها الشوارع والأنهج.
تنوعت الفنون في بلاد الرافدين كالنحت والنقش والزخرف وقد تناولت جوانب دينية ودنيوية في حياة الإنسان واستعمل فيها الفنانون مواد مختلفة من نحاس وذهب وفضة وطين.
تميّزت بلاد الرافدين بإبداعاتها العلمية من رياضيات وفلك وتنجيم وهندسة وطب…في علاقة بالحياة الدينية والاقتصادية. وقد كان لهذه الإبداعات إشعاع على بقيّة الحضارات بالشرق القديم.
مصر في عهد الفراعنة
اتخذ المجتمع المصريّ الفرعونيّ شكلا طبقيّا هرميّا، وقد تكوّن من ثلاث طبقات:
– الطبقة العليا وتضمّ الفرعون والعائلة المالكة وكبار الموظفين (الوزير، ولاة الأقاليم، قادة الجيش…) والكهنة وهي تعيش حياة ترف.
– الطبقة الوسطى: وتتكون من صغار الموظفين ومن الكتبة والتجّار.
– الطبقة السفلى وتمثّل أغلبية المجتمع الفرعوني وتتركب من الفلاحين والحرفيين والعبيد وتعيش في بؤس.
اشتهر المصريون في عهد الفراعنة بشدة تعلقهم بديانتهم، فتعددت عندهم الآلهة واتخذت أشكالا مختلفة. وكان الكهنة يشرفون على الاحتفالات الدينية. كما اعقتد المصريون في محاسبة الموتى وفي حياة ما بعد الموت فقاموا بتحنيط موتاهم.
برع المصريون القدامى في فن العمارة فتعددت البناءات من قصور ومعابد وأهرامات. واهتموا بالنقش لإبراز الأساطير والأحداث اليومية وزينوا جدران المدافن وتمثل مشاهد من حياتهم اليومية وطقوسهم الدينية.
اهتمّ المصريون في عهد الفراعنة بفنّ النحت فأقاموا تماثيل للآلهة والمخلوقات من أبرزها تمثال أبي الهول وتمثال رمسيس الثاني والتماثيل التي تزيّن داخل المعابد.
ارتبطت علوم المصريين القدامى بمعتقداتهم الدينية ونشاطاتهم الاقتصادية فأتقنوا علم الفلك واعتمدوا السنة الشمسية وقسموها إلى ثلاثة فصول. كما عرفوا الأعداد ووضعوا لها رموزا مختلفة وأتقنوا الهندسة. وبرعوا في الجراحة والتخطيط، وشخّصوا الأمراض وصنعوا الأدوية من الأعشاب وظهر عندهم التخصص في الطبّ.
أثينا في العصر الكلاسيكي
- مع بداية القرن السادس قبل الميلاد عرفت أثينا أزمة اجتماعية حادة كانت دافعا لاتخاذ سلسلة من الإصلاحات.
- انطلقت هذه الإصلاحات على يد صولون سنة 594 ق.م وتواصلت في عهد كليستيناس سنة 508 ق.م لتتدعّم في عهد بيريكلاس 429 ق.م/343ق.م
- أدّت هذه الإصلاحات إلى تركيز النظام الديمقراطي الأثيني الذي يكرّس سيادة الشعب من خلال جملة من المؤسسات السياسية وهي: مجلس الشعب ومجلس المدينة والمحكمة الشعبية.
- رغم كل الإصلاحات كانت الديمقراطية الأثينية تقتصر على المواطنين دون غيرهم.
- بلغ الإنتاج الفكري والفنّي الإغريقي في العصر الكلاسيكي قمّة النضج ومثّل الإنسان المحور الرئيسي لإبداعات الفنانين.
- تنوّعت مظاهر الحياة الفكريّة لتشمل الأدب والتاريخ والخطابة والشعر والمسرح والفلسفة والهندسة.
- بلغت العمارة الأثينية أرقى مستويات الإبداع والجمال وغدت نماذج في فنّ البناء اعتمدتها الحضارات الأخرى ومرجعا للإلهام إلى يومنا هذا.
- أبدع النحّاتون في تجسيد الإنسان من خلال منحوتاتهم المتنوعة ونجح الخزافون في تصوير بعض الجوانب من الحياة اليومية. وقد بلغت مستوى رفيعا من الجمالية رغم اقتصارها على اللونين الأسود والأحمر.